الإسلام وحماية البيئة
Page 1 of 1
الإسلام وحماية البيئة
الإسلام وحماية البيئة
د. أحمد عمر هاشم
إن حماية البيئة، واجب كل إنسان، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته، ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولانها مقر سكناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هويته، ودليل سلوكه وحضارته، وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان.
وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة، برٌّا وبحرا وجوٌّا، وإنسانا، و*****ا، ونباتا، وبناء إلي غير ذلك من مفردات البيئة، لأنها جميعا منظومة واحدة، لكيان واحد.
فدعا الاسلام إلي الحفاظ علي نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه.
وإن الاسلام هو دين النظافة.. حثٌ عليها، ودعا إليها، وجعلها شرطا لصحة الصلاة التي هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
فمن شروط صحة الصلاة: طهارة الثوب والبدن والمكان وأمر الاسلام بالطهارة من الحدث الأكبر في الجنابة، وذلك بالغسل، ومن الحدث الأصغر بالوضوء قال الله تعالي: 'ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا'.
ولأهمية الوضوء وأثره، بين الرسول صلي الله عليه وسلم أن ما يترتب عليه من نور يشع من جباه أصحابه وسيقانهم وهو ما يسمي بالغرة والتحجيل يوم القيامة يكون هذا علامة تتميز بها الأمة الاسلامية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم زار المقابر فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أجمٌتك يارسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غرٌ محٌجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟
قالوا: بلي يارسول الله. قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء'.
ووجه الاسلام أتباعه إلي الغسل يوم الجمعة وجعله من شعائر هذا اليوم المؤكدة حفاظا علي صحة الأبدان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
'غسل يوم الجمعة واجب علي كل مسلم' وذلك حتي لا يتكاسل بعض الناس عن الاغتسال مادام لا يوجد سبب من الأسباب يفرضه فحث عليه حثا مؤكدا في كل يوم جمعة، حيث يخرج بعده المصلي ليلتقي في بيت الله تعالي بإخوانه المصلين، وتتلقٌاه ملائكة الله سبحانه وتعالي.
غسل اليدين
عند تناول الطعام
كما حث الاسلام علي غسل اليدين عند تناول الطعام وبعد الانتهاء منه، وندب إلي الوضوء لذلك، ويكتفي بغسل الأيدي، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
'بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده' وحث علي السواك حفاظا علي نظافة الفم بعد تناول الطعام وعند تغير الفم، بل حث الاسلام علي استعمال السواك بصورة مؤكدة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'تسوٌكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ماجاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتي لقد خشيت أن يفرض عليٌ وعلي أمتي'.
جمال المنظر ونظافة البيئة
ودعا الاسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'من كان له شعر فليكرمه'
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان'
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الانسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، فقال: 'بإن الله جميل يحب الجمال' وفي رواية: 'ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس'.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة:
فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
'إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنينتكم ولا تشبهوا باليهود'
ويحث الاسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذي عنها.
ففي الحديث: 'بكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذي عن الطريق صدقة'
وكلمة الأذي تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ماهو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذي عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
'الإيمان بضع وستون شجعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذي عن طريق الناس لها إرتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الايمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق.
وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذي أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن يجبال في الماء الراكد'، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذي لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذي فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الاماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القري ونحوها عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'اتقوا الملاعين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل'
والمعني أن هذه الأمور تكون سببا في لعن صاحبها، قال عليه الصلاة والسلام:'من أذي المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم'
حق الطريق: ومن أهم الأمور التي يجب الحفاظ عليها الطريق العام الذي يمر الناس فيه، فيجب الحفاظ عليه وعلي نظافته وألا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذي عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يارسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذي، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'
والمراد بكف الأذي، منع كل ما يؤذي الناس الذين يمرون في الطريق فلا يحل إيذاء أحد من المارين في الطريق باللسان عن طريق الكلام في حقه، ولا الإيذاء باليد، ولا الإيذاء برمي بعض الفضلات أو المهملات أو قشور بعض الفاكهة التي يتأذي بسببها بعض من يمرون بالطريق.
واقع المجتمعات
وإذا كانت توجهات الاسلام علي هذا النحو الذي يربط بين النظافة والإيمان، ويجعل تنحية الأذي من الطريق شجعبة من شجعب الايمان فما بالنا نري بعض المجتمعات تتهاون في النظافة، إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو أولئك المفرطين والمقصرين، أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع علي النظافة والتجمل.
وإن إرتباط النظافة بالإيمان يجعل في داخل كل إنسان وفي إعماقه ووجدانه الشعور بالمسئولية ، فمن كان عنده إيمان، ووازع ديني لا يمكن أن يهمل في بيئته ولا في نظافة المكان الذي يوجد فيه، والذي يحيط به.. وإذا كان وقع بعض الناس وبعض المجتمعات يدل علي التفريط فإن صدق الإيمان يستوجب عليهم أن يبادروا بالنظافة وبالمحافظة علي البيئة وعلي حقوق الطريق كما بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم.
تطبيق التعاليم الاسلامية
إن واجب المجتمع ان ينهض بتطبيق التعاليم الاسلامية التي تدعو إلي المحافظة علي النظافة والتجمل وحماية المجتمع من كل ما يؤذي ويضر.
إن التعاليم الاسلامية تحثنا ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة لأي سبب من الأسباب، قال الله تعالي: 'ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة'
وينهي القرآن الكريم عن الفساد في الارض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال الله تعالي: 'ولا تعثوا في الأرض مفسدين' وقال سبحانه 'واذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد' وقال الله تعالي:' ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين'
وتوضح التعاليم الاسلامية أن الذي يحافظ علي بيئته ونظافتها وعدم تركها بل يرعاها وينحي الأذي عنها أن له جزاء عظيما عند الله تعالي يوم القيامة.
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين'.
د. أحمد عمر هاشم
إن حماية البيئة، واجب كل إنسان، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته، ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولانها مقر سكناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هويته، ودليل سلوكه وحضارته، وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان.
وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة، برٌّا وبحرا وجوٌّا، وإنسانا، و*****ا، ونباتا، وبناء إلي غير ذلك من مفردات البيئة، لأنها جميعا منظومة واحدة، لكيان واحد.
فدعا الاسلام إلي الحفاظ علي نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه.
وإن الاسلام هو دين النظافة.. حثٌ عليها، ودعا إليها، وجعلها شرطا لصحة الصلاة التي هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
فمن شروط صحة الصلاة: طهارة الثوب والبدن والمكان وأمر الاسلام بالطهارة من الحدث الأكبر في الجنابة، وذلك بالغسل، ومن الحدث الأصغر بالوضوء قال الله تعالي: 'ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا'.
ولأهمية الوضوء وأثره، بين الرسول صلي الله عليه وسلم أن ما يترتب عليه من نور يشع من جباه أصحابه وسيقانهم وهو ما يسمي بالغرة والتحجيل يوم القيامة يكون هذا علامة تتميز بها الأمة الاسلامية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم زار المقابر فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أجمٌتك يارسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غرٌ محٌجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟
قالوا: بلي يارسول الله. قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء'.
ووجه الاسلام أتباعه إلي الغسل يوم الجمعة وجعله من شعائر هذا اليوم المؤكدة حفاظا علي صحة الأبدان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
'غسل يوم الجمعة واجب علي كل مسلم' وذلك حتي لا يتكاسل بعض الناس عن الاغتسال مادام لا يوجد سبب من الأسباب يفرضه فحث عليه حثا مؤكدا في كل يوم جمعة، حيث يخرج بعده المصلي ليلتقي في بيت الله تعالي بإخوانه المصلين، وتتلقٌاه ملائكة الله سبحانه وتعالي.
غسل اليدين
عند تناول الطعام
كما حث الاسلام علي غسل اليدين عند تناول الطعام وبعد الانتهاء منه، وندب إلي الوضوء لذلك، ويكتفي بغسل الأيدي، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
'بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده' وحث علي السواك حفاظا علي نظافة الفم بعد تناول الطعام وعند تغير الفم، بل حث الاسلام علي استعمال السواك بصورة مؤكدة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'تسوٌكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ماجاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتي لقد خشيت أن يفرض عليٌ وعلي أمتي'.
جمال المنظر ونظافة البيئة
ودعا الاسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'من كان له شعر فليكرمه'
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان'
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الانسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، فقال: 'بإن الله جميل يحب الجمال' وفي رواية: 'ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس'.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة:
فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
'إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنينتكم ولا تشبهوا باليهود'
ويحث الاسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذي عنها.
ففي الحديث: 'بكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذي عن الطريق صدقة'
وكلمة الأذي تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ماهو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذي عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
'الإيمان بضع وستون شجعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذي عن طريق الناس لها إرتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الايمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق.
وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذي أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن يجبال في الماء الراكد'، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذي لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذي فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الاماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القري ونحوها عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'اتقوا الملاعين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل'
والمعني أن هذه الأمور تكون سببا في لعن صاحبها، قال عليه الصلاة والسلام:'من أذي المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم'
حق الطريق: ومن أهم الأمور التي يجب الحفاظ عليها الطريق العام الذي يمر الناس فيه، فيجب الحفاظ عليه وعلي نظافته وألا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذي عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يارسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذي، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'
والمراد بكف الأذي، منع كل ما يؤذي الناس الذين يمرون في الطريق فلا يحل إيذاء أحد من المارين في الطريق باللسان عن طريق الكلام في حقه، ولا الإيذاء باليد، ولا الإيذاء برمي بعض الفضلات أو المهملات أو قشور بعض الفاكهة التي يتأذي بسببها بعض من يمرون بالطريق.
واقع المجتمعات
وإذا كانت توجهات الاسلام علي هذا النحو الذي يربط بين النظافة والإيمان، ويجعل تنحية الأذي من الطريق شجعبة من شجعب الايمان فما بالنا نري بعض المجتمعات تتهاون في النظافة، إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو أولئك المفرطين والمقصرين، أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع علي النظافة والتجمل.
وإن إرتباط النظافة بالإيمان يجعل في داخل كل إنسان وفي إعماقه ووجدانه الشعور بالمسئولية ، فمن كان عنده إيمان، ووازع ديني لا يمكن أن يهمل في بيئته ولا في نظافة المكان الذي يوجد فيه، والذي يحيط به.. وإذا كان وقع بعض الناس وبعض المجتمعات يدل علي التفريط فإن صدق الإيمان يستوجب عليهم أن يبادروا بالنظافة وبالمحافظة علي البيئة وعلي حقوق الطريق كما بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم.
تطبيق التعاليم الاسلامية
إن واجب المجتمع ان ينهض بتطبيق التعاليم الاسلامية التي تدعو إلي المحافظة علي النظافة والتجمل وحماية المجتمع من كل ما يؤذي ويضر.
إن التعاليم الاسلامية تحثنا ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة لأي سبب من الأسباب، قال الله تعالي: 'ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة'
وينهي القرآن الكريم عن الفساد في الارض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال الله تعالي: 'ولا تعثوا في الأرض مفسدين' وقال سبحانه 'واذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد' وقال الله تعالي:' ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين'
وتوضح التعاليم الاسلامية أن الذي يحافظ علي بيئته ونظافتها وعدم تركها بل يرعاها وينحي الأذي عنها أن له جزاء عظيما عند الله تعالي يوم القيامة.
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين'.
mulham jarjnazei- Posts : 48
Join date : 2011-04-19
Similar topics
» الإسلام أرسى قواعد حماية البيئة بينما فشلت المؤتمرات العالمية
» بحث عن تلوث البيئة
» البيئة والصحة
» مشاكل البيئة
» مشاكل الدخان على البيئة
» بحث عن تلوث البيئة
» البيئة والصحة
» مشاكل البيئة
» مشاكل الدخان على البيئة
Page 1 of 1
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum